واهم بذلك(1).
وقد كان لردة الفعل دور كبير في تاريخالمسلمين وعقائدهم يجب أن يؤخذ بعينالإِعتبار عند معالجة كثير من المواقفوتقييم النصوص في مختلف الميادين.
هو الغلو الذي ينشأ من الطيبة والبراءةوحسن الظن بالآخرين فيركن إلى مرويّاتهممن دون تمحيص خصوصاً من الذين اندسوا فيالإِسلام لسبب وآخر وأردوا تغطية حقيقتهمفتحمسوا تحمساً مشبوهاً لأشخاص أو أفكار،وهذا المنشأ: الحديث فيه طويل فإنّ كثيراًمن المندسين لبعوا دوراً بارزاً في تسجيلنظريات ومواقف تنزع إلى الغلو حتى أفسدواعلى كثير من المسلمين عقائدهم لمختلفالأهداف التي كانت تدفعهم وقد كان لكلمذهب من المذاهب حصة من هؤلاء تكثر أو تقلتبعاً لظروف المذهب نفسه وربما يمر عليناهذا المعنى مفصلاً فيما يأتي.
فقد يبتلي بعضهم بشبهات نتيجة فهم خاطئ،أو تعميم غير مبرر علمياً كان يرى رأياًلشخص من طائفة فيعمم رأيه على الطائفةكلها، وقد تذهب جماعة إلى رأي ثم تبيدويبقى الرأي فيأتي من يحمل الرأي للآخرين،قد يكون استنتاجاً لرأي من لازم من لوازمالقول لم يتفطن له صاحب القول نفسه، وقديكون نتيجة خطأ في تطبق ضابط من الضوابطالكلية على بعض الجزيئات وهكذا، ولذا لابدمن التروي والحذر الشديد عند الكتابة عنفئة أو طائفة، ولا بد من أخذ رأيها منمصادرها المتسالم عليها، فإذا كان بعضالشيعة في يوم من الأيام غالى بالإِمامعليٍّ لقلعه باب خيبر فليس كل الشيعة كذلكوإذا كان شخص قال لعليٍّ وهو يخطب أنت أنتفليس كل الشيعة كذلك.
(1) عقيدة الشيعة لدونالدسن ص228.