هي الاشياء التي يحكم عليها بالنجاسة بعناوينها الاولية ، فيختص بالاعيان النجسة ، و لا يشمل الاعيان المتنجسة ، لان النجاسة فيها من الامور العرضية .
الثاني : أن الرجس في الآية لا يراد منه القذارة الظاهرية لكي ينازع في اختصاصه بالاعيان النجسة ، أو شموله الاعيان المتنجسة ايضا .
بل المراد منه القذارة المعنوية : أي الخمسة الموجودة في الامور المذكورة في الآية ، سواء كانت قذرة بالقذارة الحسية أيضا أم لم تكن ، و الذي يدل على ذلك من الآية إطلاق الرجس على الميسر و الانصاب و الازلام ، فان من البديهي أن قذارة هذه الاشياء ليست ظاهرية و لا شبهة في صحة إطلاق الرجس في اللغة ( 1 ) على ما يشمل القذارة الباطنية أيضا ، و عليه فالآية إنما تدل على وجوب الاجتناب عن كل قذر بالقذارة الباطنية التي يعبر عنها في لغة الفرس بلفظ ( بليد ) فتكون المتنجسات خارجة عنها جزما .
الثالث : أن جعل المذكورات في الآية من عمل الشيطان ، إما من جهة كون الافعال المتعلقة بالخمر و الانصاب و الازلام رجسا من عمل الشيطان ، كما يشير اليه قوله تعالى ( 2 ) : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله ) .
فان الرجس قد يطلق على مطلق القبائح و المعاصي ، و قد عرفت ذلك في الهامش من القاموس و غيره .
و إما من جهة كون تلك الامور نفسها من عمل الشيطان ، فعلى الاول تكون الآية دالة
رجس نجس لا تتوضأ بفضله و اصبب ذلك الماء ، الخبر . صحيحة . راجع ج 1 التهذيب باب المياه ص 64 . وج 4 الوافي باب اسآر الحيوانات ص 13 . وج 1 ئل باب 1 سؤر الكلب من أبواب الاسآر . 1 - في ج 2 مجمع البيان ط صيدا ص 239 : رجس أي خبيث . و في مفردات الراغب : الرجس الشيء القذر . يقال : رجل رجس و رجال أرجاس ، و الرجس على أربعة أوجه : لما من حيث الطبع ، و إما من جهة العقل ، و إما من جهة الشرع ، و إما من كل ذلك . و في القاموس : الرجس بالكسر القذر ، و المأثم ، و كل ما استقذر من العمل ، و العمل المؤدي إلى العذاب . و في المنجد : رجس رجاسة عمل عملا قبيحا . 2 - سورة المائدة آية 93 . و في ج 2 مجمع البيان ص 240 : و المعنى يريد الشيطان إيقاع العداوة بينكم بالاغواء المزين لكم ذلك حتى إذا سكرتم زالت عقولكم ، و أقدمتم على القبائح على ما يمنعه منه عقولكم . قال قتادة : إن الرجل كان يقامر في ماله و أهله ، فيقمر ، و يبقى حزينا سليبا ، فيكسبه ذلك العداوة و البغضاء .