الكريمة ، بل نسبه الطبرسي ( 1 ) إلى أكثر المفسرين ، و لفظ الاشتراء في الآية يجري على ضرب من المجاز ، أو على بعض التعاريف التي يذكرها فريق من اللغويين ، و قد تقدم ذلك فيما سبق ( 2 ) ، فلا ضير في أن يتعلق بلهو الحديث و بالغناء كما ذكرته الروايات و إن لم يكونا من الاعيان .
و منها قوله تعالى ( 3 ) : ( و الذينهم عن اللغو معرضون ) بضميمة ما في تفسير القمي ( 4 ) من تطبيق الآية على الغناء .
و منها قوله تعالى ( 5 ) : ( و الذين لا يشهدون الزور ) فانه قد ورد في بعض الاحاديث ( 6 ) تفسير الزور في الآية بالغناء ، و يؤيده ما تقدم من الروايات في قوله تعالى : ( و اجتنبوا قول الزور ) .
و الروايات المذكورة في تفسير الآيات المزبورة و إن كان أكثرها ضعيف السند إلا أن في المعتبر منها غنى و كفاية .
و قد أورد في المستند على دلالة الآيات على حرمة الغناء بأن الروايات الواردة في تفسيرها بالغناء معارضة بما ورد في تفسيرها بغيره .
و فيه أن الاحاديث المذكورة في تفسير القرآن كلها مسوقة لتنقيح الصغرى و بيان المصداق ، فلا تدل على الانحصار بوجه حتى تقع المعارضة بينهما ، و قد اشرنا إلى هذا
و عن الوشا قال : سمعت أبا الحسن " ع " يقول : سئل أبو عبد الله " ع " عن الغناء ؟ فقال : هو قول الله : و من الناس الآية . ضعيفة لسهل . و في ج 10 سنن البيهقي ص 223 عن ابن مسعود قال : و من الناس من يشترى الآية ، قال : هو و الله الغناء . و في ج 2 المستدرك ص 457 أخرج جملة من الروايات في تطبيق الآية على الغناء ، و لكنها ضعيفة السند . 1 - ج 4 مجمع البيان ط صيدا ص 312 . 2 - ص 193 . ( 3 ) سورة المؤمنين آية : 3 . 4 - ص 444 و الذين هم عن اللغو معرضون ، عن الغناء و الملاهي . 5 - سورة الفرقان آية : 72 . 6 - في المواضع المتقدمة من كاو الوافي وئل عن أبي الصباح عن ابي عبد الله " ع " في قول الله تعالى : و الذين لا يشهدون الزور ، قال : الغناء . صحيحة . و في رواية اخرى عنه مثلها ، و لكنها حسنة لابراهيم . و في تفسير القمي ص 468 طبق الآية على الغناء .