المحدث القاساني ورأية في الغناء والجواب عنه
فيما سبق مرارا ، و تكلمنا عليه في البحث عن مقدمات التفسير مفصلا .الثالث : الروايات ( 1 ) الدالة على حرمة الغناء ، و حرمة تعليمه و تعلمه ، و حرمة التكسب به و استماعه .و أنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة .و أنه يورث الفقر و القساوة و ينزع الحياء .و أنه رقية الزناء ، و يرفع البركة ، و ينزل البلاء ، كما نزل البلاء على المغنين من بني إسرائيل .و أنه مما وعد الله عليه النار و بئس المصير .و أنه غش النفاق و أن الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله .و أن استماع الغناء نفاق و تعلمه كفر .و أن صاحب الغناء يحشر من قبره أعمى و أخرس و أبكم .و أن من ضرب في بيته شيئا من الملاهي أربعين يوما فقد بآء بغضب من الله فان مات في أربعين مات فاجرا فاسقا مأواه النار و بئس المصير .و أن من أصغى إلى ناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان .و أن الغناء أخبث ما خلق الله و شر ما خلق الله و أنه يورث الفقر و النفاق .و أن من استمع إلى الغناء يذاب في اذنه الافك .و غير ذلك من المضامين المدهشة التي اشتملت عليها الاخبار المتواترة ، و الروايات الواردة في حرمة الغناء ، و إن كان أكثرها ضعيف السند ، و لكن في المعتبر منها غنى و كفاية .و العجب من المحقق الاردبيلي ، حيث قال في محكي شرح الارشاد : ما رأيت رواية صحيحة صريحة في التحريم .و هو أعرف بمقاله .رأي المحدث القاساني في حرمة الغناء و الجواب عنه قال في الوافي ( 2 ) ما حاصله : الذي يظهر من مجموع الاخبار الواردة في الغناء هو اختصاص حرمته ، و حرمة التكسب به ، و حرمة تعليمه و تعلمه و استماعه بما كان متعارفا زمن بني أمية و بني العباس ، من دخول الرجال على النساء ، و تكلمهن بالاباطيل ، و لعبهن بالملاهي على أقسامها ، و اما ذلك فلا محذور فيه ، و عليه فلا بأس بسماع الغناء بما يتضمن ذكر الجنة1 - راجع ج 2 كاآخر أبواب الاشربة باب الغناء ص 200 .وج 10 الوافي باب 34 ما جاء في الغناء ص 33 .وج 2 ئل باب 127 تحريم الغناء ، و باب 128 تحريم استعمال الملاهي ، و باب 129 تحريم سماع الغناء مما يكتسب به ص 565 وص 566 .وج 2 المستدرك ص 457 وص 458 .وج 16 البحار .2 - ج 10 ص 33 .