الغيبة من الذنوب الكبيرة
عليه النار ، و الغيبة إخبار عن الفاحشة و العيب المستور ، و هما متبائنان .إلا أن يكون الاخبار عن العيوب المستورة بنفسه من الفواحش ، كما هو مقتضى الروايات الدالة على حرمة الغيبة .بل في بعض الروايات ( 1 ) عنا بي عبد الهل " ع " ( قال : من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته اذناه فهو من الذين قال الله عز و جل : إن الذين يحبون ، الآية ) .و يرد عليه أولا : أنه خروج عن الاستدلال بالآية إلى الرواية .و ثانيا : أنه اخص من المدعى ، فان الاية لا يندرج فيها إلا نشر الغيبة لا مطلقا و يضاف إلى ذلك ان الرواية ضعيفة السند .الغيبة من الذنوب الكبيرة قوله : ( ثم ظاهر هذه الاخبار كون الغيبة من الكبائر ) .أقول : وجه الظهور ما ذكره في مبحث الكبائر من رسالته في العدالة ، و أن عد المعصية كبيرة يثبت بأمور : قال : ( الثاني النص المعتبر على أنها مما أوجب الله عليها النار سواء أوعد في الكتاب ، أو أخبر النبي ص أو الامام بأنه مما يوجب النار ، لدلالة الصحاح المروية في الكافي و غيرها على أنها مما أوجب الله عليه النار ) .و من الواضح ان الغيبة كذلك .و توضيح المسألة على نحو الاجمال أنه اشتهر بين الفقهاء التفصيل بين الكبيرة و الصغيرة حكما و موضوعا .و اختلفت كلماتهم في تفسيرهما على نحو لا يمكن الجمع بينها .فقيل : إن الكبيرة كل ذنب توعد الله عليه بالعذاب في كتابه العزيز ، بل ربما نسب هذا القول إلى المشهور .و قيل : إنها كل ذنب رتب الشارع المقدس عليه حدا ، أو صرح فيه بالوعيد .و قيل : إنها كل معصية تؤذن بقلة اعتناء فاعلها بالدين .و قيل : كلما علمت حرمته بدليل .قاطع فهو من الكبائر .و قيل : كلما توعد عليه توعدا شديدا في الكتاب أو السنة فهو من الكبائر .إلى ذلك من التفاسير .ثم قالوا : إن الكبائر تنافي العدالة دون الصغائر .و التحقيق ما ذكرناه في مبحث العدالة من كتاب الصلاة من أن المعاصي كلها كبيرة1 - مرسلة .و رواها الصدوق بطريق آخر .و لكنها مجهولة لمحمد بن حمران .و توجد الرواية في كابهامش ج 2 مرآة العقول ص 348 .و في ج 3 الوافي ص 163 وج 2 ئل باب 152 تحريم اغتياب المؤمن من العشرة ص 237 .