إعانة الظالم وحرمتها
و على الجملة إن الوجوه التي ذكرها المصنف لا تدل على حرمة مدح من لا يستحق المدح في نفسه ، فان النسبة بينه و بين العناوين المحرمة المذكورة هي العموم من وجه ، و عليه فلا وجه لجعل العنوان المذكور من المكاسب المحرمة ، كما صنعه العلامة و تبعه غيره .ثم ان مدح من لا يستحق المدح قد يكون بالجملة الخبرية ، و قد يكون بالجملة الانشائية أما الاول فهو كذب محرم إلا إذا قامت قرينة على إرادة المبالغة .و اما الثاني فلا محذور فيه ما لم ينطبق عليه شيء من العناوين المحرمة المذكورة ، أو كان المدح لمن وجبت البراءة منه ، كالمبدء في الدين ، و قد تقدم ذلك في مبحث الغيبة و مبحث حرمة سب المؤمن .لا يخفى ان حرمة مدح من لا يستحق المدح على وجه الاطلاق أو فيما انطبق عليه عنوان محرم إنما هي فيما إذا لم يلتجئ إلى المدح لدفع خوف أو ضرر بدني أو مالي أو عرضي ، و إلا فلا شبهة في الجواز .و يدل عليه قولهم ( ع ) ( 1 ) في عدة روايات : ( إن شر الناس عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم ) .و كك تدل عليه اخبار التقية ، فانها تدل على جوازها في كل ضرورة و خوف .حرمة معونة الظالمين قوله : ( الثانية و العشرون : معونة الظالمين في ظلمهم حرام بالادلة الاربعة ، و هو من الكبائر ) .أقول : ما هو حكم معونة الظالمين ؟ و ما هو حكم اعوان الظلمة ؟ و ما هو حكم إعانتهم في جهة الظلم من الامور السائغة كالبناية و النجارة و الخياطة و نحوها ؟ .اما معونة الظالمين في ظلمهم فاظاهر انها جائزة بلا خلاف بين المسلمين قاطبة ، بل بين عقلاء العالم ، بل التزم جمع كثير من الخاصة و العامة ( 2 ) بحرمة الاعانة على مطلق الحرام ، و حرمة مقدماته .1 - راجع أصول الكافى بهامش ج 2 مرآة العقول باب من يتقى شره ص 314 .وج 14 الوافي وصية النبي صلى الله عليه و آله لعلي ( ع ) ص 46 .و في ج 10 سنن البيهقي ص 245 : إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه .2 - قد تقدم ذلك في ص 179 .و في ج 10 سنن البيهقي ص 234 : نهى عن الاعانة على ظلم .