كلمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا إلى حقائق الايمان ، و أنار قلوبنا بأنوار العلم و العرفان ، و الصلوات الزاكيات على سيدنا و نبينا محمد الصادع بالدين الحنيف ، و الشرع المنيف ، و على آله الاطهار الدعاة إلى الله والناشرين لاحكام الله ، ( و بعد ) فلما كان كتاب المكاسب الذي هو من مصنفات الشيخ الاعظم الصناع الفذ و العلم الفرد المحقق المؤسس شيخ مشائخنا الانصاري قدس الله روحه من أعظم الكتب الفقهية شأنا و أكثرها مادة و أمتنها استدلالا و أجزلها عبارة كان هو المعول عليه في الدراسة الخارجية عند البحث عن المعاملات و قد جمع قدس الله روحه و أكرم مثواه بين دفتي كتابه زبدة أفكار العلماء المتقدمين و خلاصة أنظارهم الدقيقة و أضاف إليها من فكرته الوقادة و قريحته النقادة تحقيقات أنيقة و تأملات رشيقة و بذلك كان الكتاب صحيفة ناصعة تمثل سداد الرأي و نتاج المجهود الفكري في مراتبه الراقية و علماؤنا الاعلام قدس الله أسرارهم قد أبدوا اهتماما خاصا بهذا الكتاب و عنوا به عناية فائقة و تعرضوا اليه و أوسعوه دراسة و شرحا و تعليقا حسب اختلاف أذواقهم في الشرح و التعليق و بذلك تكونت مجموعة نفيسة من الشروح لا يستغني عنها الباحث و لا يتجاوزها المراجع المتأمل إلى ان ألقت العلوم الدينية زعامتها و أسندت رئاستها إلى سيدنا و استاذنا علم الاعلام آية الله الملك العلام فقيه العصر و فريد الدهر البحر اللجي واسطة قلادة الفضل و التحقيق محو دائرة الفهم و التدقيق إمام أئمة الاصول و زعيم أساتذة المعقول و المنقول المبين لاحكام الدين و المناضل عن شريعة جده سيد المرسلين قدوة العلماء الراسخين اسوة الفقهاء العاملين المولى الاعظم و الحبر المعظم مولانا و ملاذنا الحاج السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي النجفي ادام الله أيام إفاضاته و متع الله المسلمين بطول بقائه و هو أدامه الله قد تعرض إلى الكتاب أثناء الدراسة الخارجية في الحوزة المقدسة العلوية و أوسعه تهذيبا و تنقيحا و كشف النقاب عن غوامضه و أبان الموارد المعضلة منه و أخذ بتلك المسائل و الآراء التي قيلت أو يمكن أن يقال فصهرها في بوتقة خياله الواسع و فكره الجامع و أفرغها في قوالب رصينة و شيدها على أسس متينة و كان النتاج درة لماعة على مفرق التشريع الاسلامي و الفقه الجعفري و كنت ممن