الأَجرام السماوية وتأثيرها في الأَوضاع الأَرضية
أم كان مستندا إلى الغفلة و عدم الالتفات الناشي عن التقصير أو القصور ، و قد دلت الآيات الكثيرة ايضا على كفر منكر المعاد .الامر الثاني : أنه يجب على العباد الاعتراف بفرائض الله و سنن رسوله صلى الله عليه و آله ، و بما جاء به النبي صلى الله عليه و آله ، فمن تركها جاحدا و هو عالم بأن إنكاره هذا يستلزم تكذيب النبي صلى الله عليه و آله فهو كافر ، و إلا فلا ملازمة بين الانكار و بين الكفر ، و من هنا لا يحكم بكفر المخالفين في الظاهر مع إنكارهم الولاية .و قد دلت الآيات و روايات الفريقين على اعتبار الامور المذكورة في الاسلام ، و حقن الدماء ، و حفظ الاموال ، ففي موثقة سماعة ( 1 ) : ( الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله و التصديق برسول الله به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح و المواريث و على ظاهره جماعة الناس ) .و في رواية داود بن كثير الرقي ( 2 ) : ( إن الله تعالى فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك فريضة من الموجبات و جحدها كان كافرا ) .و من طرق العامة ( 3 ) عن رسول الله صلى الله عليه و آله : ( اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و يؤمنوا بي و بما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم ) .المقدمة الثانية : أنه لا إشكال في اختلاف الاجرام العلوية و الكيفيات الخاصة الحاصلة بين الفلكيات بعضها مع بعض ، و تأثيرها في الاوضاع الارضية و الاجسام العنصرية ، كتاثير قرب الشمس من خط الاستواء و بعدها عنه في اختلاف الفصول ، و كزيادة الرطوبة في الابدان بزيادة نور القمر و نقصانها بنقصانه ، و زيادة أدمغة الحيوانات و ألبانها بزيادة نوره و نقصانها بنقصانه ، و زيادة البقول و الثمار نموا و نضجا إحمرارا و اخضرارا عند زيادة نور القمر ، بل ذكر المحقق البهائي في الحديقة الحلالية ان المزاولين لها يسمعون صوتا من القناء و القرع و البطيخ عند تمدده وقت زيادة النور ، و كزيادة المياه في البحار و الشطوط و الينابيع في كل يوم من النصف الاول من الشهر و نقصانها يوما فيوما في النصف الاخير منه ، إلى ذلك من الآثار الواضحة التي يجوز الاعتقاد بها ، و الاخبار عنها ، من دون أن يترتب عليه محذور شرعا .و أيضا لا إشكال في جواز النظر إلى أوضاع الكواكب و سيرها ، و ملاحظة اقتران بعضها مع بعض ، و الاذعان بها و الاخبار عنها ، كالاخبار عن سير الكواكب حركة سريعة من المشرق إلى المغرب في يوم و ليلة التي بها يتحقق طلوعها و غروبها ، و يتحقق الليل1 - راجع ج 3 الوافي ص 18 .( 2 ) راجع ج 3 الوافي ص 40 .3 - راجع ج 8 سنن البيهقي ص 202 .