بيع السلاح من أعداء الدين وحرمته
حرمة بيع السلاح من أعداء الدين قوله : ( القسم الثالث ما يحرم لتحريم ما يقصد منه شأنا بمعنى أن من شأنه أن يقصد منه الحرام ) .أقول : هذا العنوان يعم جميع الاشياء و لو كانت مباحة ، إذ ما من شيء إلا و له شأنية الانتفاع به بالمنافع المحرمة ، فلا يصح أن يجعل عنوانا للبحث ، و لا بد من تخصيصه بالموارد المنصوصة ، و لذا خصه الفقهاء ببيع السلاح من أعداء الدين .ثم إن تحقيق هذه المسألة يقع في ناحيتين ، الناحية الاولى : في حرمة بيعه و جوازه الجملة أو مطلقا ، و الاقوال في ذلك و إن كانت كثيرة قد أنهاها السيد في حاشيته إلى ثمان إلا أن الاظهر منها هي حرمة بيعه من الكفار مطلقا و من المخالفين عند محاربتهم مع الشيعة الناجية .و ذهب بعض العامة ( 1 ) إلى حرمة بيعه في حال الفتنة .و فصل المصنف ( ره ) بين حالتي الحرب و الصلح ، فذهب إلى الحرمة في الاولى ، و إلى الجواز في الثانية ، و ملخص كلامه : أن الروايات الواردة في المقام على طوائف ، الاولى ( 2 )1 - في ج 8 هداية ص 127 : و يكره بيع السلاح في أيام الفتنة ممن يعرف أنه من أهل الفتنة لانه تسبيب إلى المعصية .و في ج 4 هداية و شرح فتح القدير ص 297 : و لا ينبغي أن يباع السلاح من أهل الحرب و لا يجهز إليهم لان النبي صلى الله عليه و آله نهى عن بيع السلاح من أهل الحرب و حمله إليهم ، و لان فيه تقويتهم على قتال المسلمين فيمنع من ذلك ، و كذا الكراع لما بينا و كذلك الحديد لانه أصل السلاح ، و كذا بعد الموادعة .و في ج 5 سنن البيهقي ص 327 عن عمران بن حصين قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و آله عن بيع السلاح في الفتنة .2 - في ج 1 كاص 359 .وج 2 التهذيب ص 107 .وج 10 الوافي ص 29 .وج 2 ئل باب 35 تحريم بيع السلاح لاعداء الدين مما يكتسب به .عن الحضرمي قال : دخلنا على أبي عبد الله " ع " فقال له حكم السراج : ما ترى فيما يحمل إلى الشام من السروج و أداتها ؟ فقال : لا بأس أنتم اليوم بمنزلة اصحاب رسول الله إنكم في هدنة فإذا كانت المبائنة حرم عليكم أن تحملوا إليهم السروج و السلاح .ضعيفة للحضرمي .و عن هند السراج قال : قلت لابي جعفر " ع " : أصلحك الله اني كنت أحمل السلاح إلى أهل الشام فأبيعه منهم فلما أن عرفني الله هذا الامر ضقت بذلك و قلت : لا أحمل إلى أعداء الله ؟ فقال لي : احمل إليهم فان الله عز و جل يدفع بهم عدونا و عدوكم يعني الروم و بعهم فإذا كانت الحرب بيننا فلا تحملوا فمن حمل إلى عدونا سلاحا يستعينون به علينا