الدليل على حرمة التصرف في مال الغير بدون إذنه
آخر للمرتبة الضعيفة ، و عليه فلا يبقى هناك شيء آخر لكي يسمى بالحق .و هذا لا ينافى ما هو المعروف من أن الحق في نفسه مرتبة ضعيفة من الملك .فان معنى هذا الكلام : أن الملك و الحق كليهما من مقولة السلطنة ، و أن الملك سلطنة قوية ، و الحق سلطنة ضعيفة ، و هو أمر آخر اختلاف حقيقة الملك بالشدة و الضعف ، و الكمال و النقص نظير الالوان كما توهم .و نظير ما نحن فيه تسمية الرجحان الضعيف في باب بالاوامر بالاستحباب و الرجحان الشديد بالوجوب ، و هو أمر وراء كون الاستحباب مرتبة ضعيفة من الوجوب .الثالث : قد ثبت في الشريعة المقدسة أنه لا يجوز لاحد أن يتصرف في مال غيره إلا بطيب نفسه ، و قد دلت على ذلك السيرة القطعية و جملة من الاخبار ( 1 ) فإذا زالت الملكية ، و شككنا في زوال ذلك الحكم كان مقتضى الاستصحاب الحكم ببقائه .و فيه مضافا إلى عدم جريان الاستصحاب في الاحكام ، لمعارضته دائما بأصالة عدم الجعل كما نقحناه في علم الاصول .أن موضوع الحكم محرمة التصرف هو مال الغير فإذا سقط1 - في الاحتجاج ص 267 عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال : كان فيما ورد علي من الشيخ ابي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه في جواب مسائل إلى صاحب الزمان إلى أن قال " ع " : و أما ما سألت عنه عن أمر الضياع التي لنا حيتنا هل يجوز القيام بعمارتها و اداء الخراج منها و صرف ما يفضل من دخلها إلى الناحية احتسابا للاجر و تقربا إليكم ؟ فلا يحل لاحد أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه فكيف يحل ذلك في مالنا ! من فعل ذلك بغير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه و من أكل من أموالنا شيئا فانما يأكل في بطنه نارا و سيصلى سعيرا .و في ج 1 ئل باب 3 حكم ما لو طاب نفس المالك بالصلاة في ارضه من مكان المصلي .سماعة عن ابي عبد الله " ع " في حديث إن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها فانه لا يحل دم امرئ مسلم و لا ماله إلا بطيبة نفس منه ، موثقة لزرعة و سماعة الواقفيين .و عن تحف العقول عن رسول الله صلى الله عليه و آله إنه قال في خطبة حجة الوداع : أيها الناس إنما المؤمنون اخوة و لا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه ، مرسلة .و في ج 1 المستدرك ص 222 عن عوالي اللئالي عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : المسلم أخو المسلم لا يحل ماله إلا عن طيب نفسه ، مرسلة .و عنه صلى الله عليه و آله قال : لا يحلبن أحدكم ماشية اخيه إلا باذنه ، مرسلة .