مصباح الفقاهة فی المعاملات

السید أبوالقاسم الموسوی الخوئی؛ المقرر: محمدعلی التوحیدی التبریزی

جلد 1 -صفحه : 549/ 425
نمايش فراداده

مدح من لا يستحق المدح

مدح من لا يستحق المدح قوله : ( الحادية و العشرون : مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم ) .

أقول : حكى المصنف ان العلامة عد مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم في عداد المكاسب المحرمة ثم وجه كلامه بوجوه : الاول : حكم العقل بقبح ذلك .

الثاني : قوله تعالى ( 1 ) : ( و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .

الثالث : ما رواه الصدوق عن النبي ص ( 2 ) : ( من عظم صاحب دنيا و أحبه لطمع في دنياه سخط الله عليه و كان في درجة مع قارون في التابوت الاسفل من النار ) .

الرابع : ما في حديث المناهي ( 3 ) من قوله صلى الله عليه و آله : ( من مدح سلطانا جائرا أو تحفف أو تضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار ) .

و لكن الظاهر ان الوجوه المذكورة لا تدل على مقصود المصنف : أما العقل فانه لا يحكم بقبح مدح من لا يستحق المدح بعنوانه الاولي ما لم ينطبق عليه عنوان آخر مما يستقل العقل بقبحها ، كتقوية الظالم ، و إهانة المظلوم و نحوهما .

و اما الآية فهي تدل على حرمة الركون إلى الظالم و الميل اليه ، فلا ربط لها بالمقام .

و سيأتي الاستدلال بها على حرمة معونة الظالمين .

و اما النبوي الذي رواه الصدوق فانه يدل على حرمة تعظيم صاحب المال و إجلاله طمعا في ماله ، فهو بعيد عما نحن فيه .

و اما حديث المناهي ففيه أولا : انه ضعيف السند .

و ثانيا : انه دال على حرمة مدح السلطان الجائر ، و حرمة تعظيمه طمعا في ماله ، أو تحصيلا لرضاه .

1 - سورة هود ، آية : 115 .

2 - راجع ج 2 ئل باب 71 تحريم معونة الظالمين مما يكتسب به ص 548 .

مجهولة بموسى بن عمران النخعي النوفلي ، و عمه الحسين بن يزيد ، و مبشر ، و أبى عائشة ، و يزيد ابن عمر و غيرهم .

3 - مجهولة لشعيب بن واقد .

راجع ج 3 ئل باب 72 تحريم مدح الظالم ص 549 .

وج 3 الوافي ص 179 .

أقول : الحفف بالحاء المهملة : الضيق و قلة المعيشة ، و الحفوف : الاعتناء بالشيء و مدحه التضعضع : الخضوع .