منتخب الأدعیة

نسخه متنی -صفحه : 60/ 3
نمايش فراداده

ما هو الدعاء وما هي أقسامه؟

الدعاء لغةً بمعنى الدعوة ، واصطلاحاً بمعنى طلب الحاجة من اللّه.

والدعاء قسمان:

1 ـ قد يُفضي الداعي بمطالبه وحوائجه إلى اللّه تعالى بلسانه وبالتعبير الذي يستطيع، وهذا القسم يُدعى بـ «الأدعية غير المأثورة».

2 ـ القسم الثاني أن يعبر الداعي عن مطالبه بألفاظ خاصّة وردت عن المعصومين، وهو ما يُدعى بـ «الأدعية الواردة» أو «الأدعية المأثورة». والأدعية المأثورة على نوعين:

أ ـ الأدعية التي يجب أن تُقرأ ضمن شروط خاصّة، كأن تُقرأ في وقت معين أو محل معلوم، وقد ذُكرت لها على لسان المعصوم(عليه السلام) آداب وشروط خاصّة.

ب ـ الأدعية التي وردت عن المعصوم ولكن لم يُذكر لها أي شرط.

بمناسبات مختلفة وعلى لسان الأنبياء والأولياء بعض الأدعية، إلاّ أنّ ثواب وفضيلة الأدعية المأثورة الواردة عن المعصوم(عليه السلام) أفضل بكثير من الأدعية العادية لمن له معرفة بمعانيها، لأنّ المعصومين(عليهم السلام) أكثر علماً بالأمراض النفسية للفرد والمجتمع وطريقة مناجاة الحقّ جلّ وعلا، بينما قد يدعو سائر الناس بالشر بدلاً من الخير، والخسران والشقاء بدلاً من النفع والسعادة: (وَيَدْعُ الإنسانُ بِالشَّـرِ دُعـاءَهُ باِلْخَيْرِ وَكانَ الإنْسانُ عَجُولاً)(5) لهذا حريٌّ بالداعي أن يتعلم من المعصوم كيفية طلب المطالب والحوائج (هذا في حال فهمه لدعاء المعصوم، وفي غير ذلك فإنّ طلب الحاجة بلسانه مع التوجه القلبي أفضل من قراءة الأدعية المأثورة بلقلقة اللسان).

وفي الحقيقة أنّ تمييز الأدعية الواردة ومعرفة كلام المعصوم ليس بالأمر السهل، فلو تمكن أحد من اثبات صحّة صدور الدعاء عن المعصوم اعتماداً على الوثائق المتوفرة والموازين العلمية فبإمكانه قراءته بقصد الورود، ولكن مع عدم توفر الدليل المعتبر والسند المعتَمد، فلا يمكنه الجزم بنسبته إلى المعصوم، بل يقرأه رجاءً في الثواب، وسيحصل في هذه الحالة عليه حتّى لو أخطأ في تشخيصه.

إذن فإنّ أيّ دعاء لم يثبت بطلانه شرعاً وعقلاً من حيث المضمون والمعنى، يمكن الإتيان به برجاء أن يكون مطلوباً ومحبّذاً لدى الخالق تعالى ومُثاب على قراءته.