سنة أهل البیت (علیهم السلام)

محمد تقی الحکیم

نسخه متنی -صفحه : 77/ 58
نمايش فراداده

اختلافها يفسر بعضها بعضاً، ويعين بعضها المراد من البعض.

على أ نّا لا نحتاج في بدء النظر إلى أكثر من تشخيص واحد منهم يكون المرجع للقيام بمهمته من بعده، وهو بدوره يعيّن الخلف الذي يأتي بعده، وهكذا... وليس من الضروري أن يتولّى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه إن لم نقل أنّه غير طبيعي لولا أن تقتضيه بعض الاعتبارات.

ومن هنا احتجنا إلى النصّ على من يقوم بوظيفة الإمامة، لأنّ استيعاب السنة والأحكام الشرعية وطبيعة الصيانة لحفظها التي تستدعي العصمة لصاحبها والعاصمية للآخرين، ليست من الصفات البارزة التي يدركها جميع الناس ليتركها مسرحاً لاختيارهم وتمييزهم، ولو أمكن تركها لهم في مجال التشخيص فليس من الضروري أن يتّفق الناس على اختيار صاحبها بالذات مع تباين عواطفهم وميولهم.

وطبيعة الصيانة والحفظ ومراعاة استمرارها منهجاً وتطبيقاً في الحياة تستدعي اتخاذ مختلف الاحتياطات اللازمة لذلك.

ولقد أغنانا (صلى الله عليه وآله) حين عيّن علياً (عليه السلام) في نفس حديث الثقلين وسمّاه من بين أهل بيته لينهض بوظائفه من بعده، ومما جاء في خطابه التاريخي في يوم غدير خم ـ وهو ينعى نفسه لعشرات الأُلوف من المسلمين الذين كانوا معه ـ: "كأنّي قد دعيتُ فأجبتُ، إنّي قد تركتُ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ