مهدی المنتظر فی الفکر الإسلامی

ثامر هاشم العمیدی

نسخه متنی -صفحه : 167/ 144
نمايش فراداده

التذرع بدعاوى المهدوية السابقة

احتج اللامهدويون بدعاوى المهدوية السابقة في إنكار عقيدة ظهور الاِمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان، كادعاء الحسنيين مهدوية محمد بن عبدالله بن الحسن، والعباسيين مهدوية المهدي العباسي، ونحو ذلك من الادعاءات الاَُخرى كادعاء مهدوية ابن تومرت، أو المهدي السوداني، أو محمد بن الحنفية رضي الله عنه.

وهذا الاحتجاج يبتني بالدرجة الاساس على قياس فكرة ظهور المهدي بتلك الدعاوى المهدوية الباطلة، وليس هناك من ريب في ان هذا الادعاء هو مجرد اصطناع موازنة خادعة بين الباطل من جهة والحق من جهة أُخرى، ثم الخلط بين هذا وذاك.

أما أولاً: فانه لم تحصل أية علامة من علامات ظهور المهدي في حياة فرد واحد من أولئك الذين ادُّعِيَ لهم المهدوية، وقد مر بعض هذه العلامات بروايات الصحيحين.

وأما ثانياً: فلثبوت وفاة هؤلاء جميعاً، ولايوجد أحد من المسلمين يعتقد بحياتهم.

وأما ثالثاً: فانهم لم يكونوا في آخر الزمان، وهو شرط ظهور الاِمام المهدي عليه السلام، ولايعرف أحد منهم قد ملاَالدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

وأما رابعاً: وهو الاَهم، فانه لو صح هذا الاحتجاج لبطلت العدالة، اذ ادعاها طواغيت الارض كلهم من فرعون مصر إلى فراعين عصرنا، ولحكمنا على العلماء بالجهل بدعوى أدعياء العلم من الجهلاء على طول