مهدی المنتظر فی الفکر الإسلامی

ثامر هاشم العمیدی

نسخه متنی -صفحه : 167/ 164
نمايش فراداده

أفهامنا القاصرة وعقولنا المحدودة. فأمّا من لايطيق من المسلمين الالتزام بالمعجزة في طول عمر الاِمام والفوائد المترتبة على وجوده ـ مع كونه غائباً ـ وجب عليه تصحيح اعتقاده من الاصل وفي ضوء الاَدلة من العقل والنقل.

وعلى هذا الاساس أيضاً لايمكننا قبول الافتراض الآخر، لاَنَّ المفروض أن الاَدلة قادتنا إلى استحالة (خلو الاَرض من حجّةٍ لله ولو آناً واحداً)، وبعد الايمان بذلك ـ سواء علمنا بشيء من الحكم في ذلك، ممّا جاء في الكتب العلمية المفصّلة في الباب أو لم نعلم ـ فلا مناص من القول بوجود الاِمام منذ ولادته، وأنّه لامجال لفرض الافتراض الآخر أبداً.

السؤال الرابع: كيف الاستفادة من الاِمام الغائب ؟

وأخيراً هناك سؤال ربما يدور في الاَذهان، وهو: إذا كان الاِمام المهدي كذلك، فما هي الفائدة بالنسبة للاُمة، وهو غائبٌ مستور، متوارٍ عن الاَنظار؟!

والجواب:

إنَّ الذي يحقق ويدقق في هذه المسألة، يجب أن يضع في حسابه أولاً الروايات والاَخبار الصحيحة التي تتحدث عن ظهوره الذي سيكون بصورةٍ مفاجئة وسريعة، أو على حدِّ لسان بعض الروايات «بغتة». أي دون تحديد زمن مخصوص أو وقتٍ معيّن، وهذا يترتّب عليه ترقب كل جيلٍ من أجيال المسلمين لظهوره المبارك. إنَّ المتأمل لهذه المسألة سوف لايصعب عليه أن يكتشف فوائد ومزايا جمةً تتعلق بالاُمّة المرحومة، منها:

1 ـ إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون على حالةٍ من الاستقامة على الشريعة، والتقيّد بأوامرها ونواهيها، والابتعاد عن ظلم الآخرين، أو غصب حقوقهم، وذلك لاَنَّ ظهور الاِمام المهدي ـ الذي سيكون مفاجئاً ـ