هجوم علی بیت فاطمة (ع)

مهدی‏ عبد الزهراء

نسخه متنی -صفحه : 478/ 20
نمايش فراداده

ثم إنّ الله عزّ وجلّ قال: ( وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ )(1).

وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ الأصحاب قد اختلفوا من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فمنهم من آمن ومنهم من كفر، لاتّفاق الفريقين على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " والّذي نفسي بيده لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة ".

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " كلّ ما كان في الأمم السالفة فإنّه يكون في هذه الأمّة مثله، حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة "(2).

والعجب مما رواه ابن عساكر عن ابن عباس قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ـ وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ـ إذ أقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لمعاوية: " أتحبّ علياً؟ " قال: نعم. قال: " انها ستكون بينكم هنيهة ". قال معاوية: فما بعد ذلك يا رسول الله..؟! قال: " عفوالله ورضوانه..! " قال: رضينا بقضاء الله ورضوانه... فعند ذلك نزلت هذه الآية: ( وَلَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ )(3).

1. البقرة (2): 253.

2. رواهما كثير من أهل السنة راجع مسند أحمد: 2/527 و 4/125 ; صحيح البخاري: 4/144 (ط دار الفكر) ; المستدرك: 1/37، 129 (ط دار المعرفة) ; النهاية لابن الأثير: 1/357 ; كنز العمال: 1/211 و 11/253 ; شرح نهج البلاغة: 9/286. وتجد الروايتين في كثير من مصادرنا، بل حكم بصحّتهما في إعلام الورى: 476 ; كشف الغمة: 2/545 ; مختصر بصائر الدرجات: 205 ; تأويل الآيات: 402 ; الصوارم المهرقة: 195.

3. الدر المنثور: 1/322.