يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج : واختلف في مولد علي(عليه السلام) أين كان؟ فكثير من الشيعة يزعمون أنّه ولد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام . . .56 .
* كيف يصحّ هذا والحاكم النيسابوري من أئمّة الحديث يقول : . . . وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ في جوف الكعبة ، وما قاله المحدّث الدهلوي بتواتره وقول الآلوسي : إنّه أمر مشهور في الدنيا» وغيرهم من المحدّثين كما أسلفنا وكما هو آت؟! اللّهم إلاّ أن يقصد ابن أبي الحديد بالمحدِّثين أولئك الذين وصفهم الشيخ بالسذج . . . لا مهرة الحديث وأئمّته .
* وهذا العلاّمة المحدّث أبو الفتح الكراجكي قال في (كنز الفوائد) بعد أن ذكر أحاديث في مقدّمة الولادة من خبر الكاهن ورؤيا فاطمة بنت أسد وتعبير الكاهن لها ما لفظه : وفي الحديث أنّها ـ يعني فاطمة بنت أسد ـ دخلت الكعبة على ما جرت به عادتها ، فصادف دخولها وقت ولادتها فولدت أمير المؤمنين(عليه السلام)داخلها»57 .
وممّن يذكر خبر الولادة المباركة كلّ من الشيخ أبو الفوارس في كتاب (الأربعين) والرواية التي يذكرها بسندها الطويل المضطرب إلى ميثم التمّار وفيها عدّة مناقب للإمام منها الولادة في الحرم58 .
* والفقيه ابن المغازلي المالكي في مناقبه الذي يذكر حديث الولادة مرفوعاً إلى علي بن الحسين(عليهما السلام) .
* وأبو عبدالله الشافعي الكنجي الحافظ (ت 658) في كفاية الطالب الذي ذكر رواية الولادة لعليّ(عليه السلام) بسندها عن جابر بن عبدالله . . .59