ويقرب من هذه الهملجة ما جاء به الديار بكري في (تاريخ الخميس) قال : «ولد بمكّة بعد عام الفيل بسبع سنين ، ويقال : كانت ولادته في داخل الكعبة ولم يثبت»80 ولم يترك الشيخ المؤلّف هذا الزعم دون جواب فيقول
وليت شعري بماذا تثبت الحقائق التاريخية؟ أبالوحي ، أم بأخبار الأنبياء ، وهتاف الكتب السماوية ، أم أنّ المرجع فيها الرجل والرجلان من النَقَلَة والرواة؟ وهل التزم الدياربكري في كتابه بأكثر مِن هذا؟ فما بال هذه الحقيقة التي هَتَفَتْ بها المئات والألوف ، وأثبتتها طبقات الناس جيلا بعد جيل لم تثبت عنده ، وثبتت لديه هَفَوات التاريخ ، التي لو أحصيتها لخرجت عن وضع الرسالة؟
ثمّ ما بال الدياربكري يعتمد على (شواهد النبوّة) كلّما نقل عنه ، ولا يرتضيه في خصوص المقام؟
ثمّ ما باله يغضّ الطرف عن غلطه الشائن من أنّ ولادته(عليه السلام) كانت بعد عام الفيل بسبع سنين ، لكنّه يردّ حديث ولادة البيت بعدم الثبوت؟
أنا أدري لماذا ، وأنت تدري ، وقبلنا الدياربكري يدري .