حديث الولاة والشعراء
وللشعر
والشعراء قصب السبق في إثبات هذه الفضيلة للإمام(عليه السلام) وقد بلغت من
الشهرة حتى لم تدع مجالا لإنكارها أو التشكيك فيها . . وهنا يبدأ
المؤلّف هذا الفصل وقبل أن يذكر القصيدة وقائلها ، بمقدّمة جميلة جدّاً
لا يسعنا تجاوزها أو اختصارها فهو يقول عرفت
أن الحديث بلغ من الشهرة والثبوت بحيث لا يسع أيّ مُعْنِت إنكاره; ولذلك
احتجّ به فريق كبير من المحقّقين في كتب الإمامة ، وأرسله إرسال
المسلّمات جموع من نياقد فن الحديث في باب الفضائل ، وتبجّح به زُرافات
من حَملة العلم ونقّاده في مؤلّفاتهم ، وهنالك لفيف لا يُستهان
بعدّتهم ، ولا يُغمز في شيء من تثبّتهم وضبطهم من صيارفة القول ،
وصاغة القريض ، وزبناء الشعر ، بين عالم ضليع ، وأديب
بارع ، وشاعر مبدع ، تصدّوا لإثبات هذه الفضيلة فيما أفرغوه في
بوتقة النظم ، أو حاكوه على نول الحقيقة ، فسار ذكرها مع الركبان
وانتشر نشرها مع مهب الريح ، كما مرّ عن الحميري والسرخسي والشفهيني
والحرّ العاملي والأفتوني وغيرهم . ثمّ أخذ يذكر آخرين إتماماً لما ذكره
سابقاً ، أنظر الكتاب نفسه .