وقفة أخيرة
ويفرد
المؤلف ختام فصله الأخير من كتابه القيم هذا بمناقشة مختصرة لما قاله الشيخ
علي القاري في (شرح الشفا) بعد أن قال في حكيم بن حزام : «ولا يعرف أحد
ولد في الكعبة غيره على الأشهر» ما نصّه : «وفي "مستدرك الحاكم" أن عليّ
بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ أيضاً ولد في داخل الكعبة»90 .
فيقول الشيخ المؤلف بعد ذكره لما قاله
القاري ليت
القاري لم يسحب ذيل أمانته على كلمة الحاكم الموجودة في
(المستدرك) . . . وليته ذكر قوله : تواترت الأخبار أنّ
فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين في جوف الكعبة . ثمّ واصل الشيخ ردّه
بقوله : ليت! وهل ينفع شيئاً ليتُ؟ عذرته ، فهو حين رمى القول على
عواهنه في ولادة حكيم بن حزام بإسناده إلى الأشهر المستخرج من عُلبة مخيّلته
لم يكن يسعه المصارحة بأنّ خلافه ممّا تواترت به الأخبار ، فلا أقلّ من
التكافؤ بأن يكون كلّ منهما مشهوراً . فكان الأحفظ لسمعته والأستر
لَمينه ، أي (لكذبه) أن يمسخ كلمة الإمام الحاكم إلى رأيت ، وكان
من المحتمل القريب أن لا يناقشه أحد الحساب ، لكن الحقيقة لابدّ وأن
تبرز نفسها .