قراءة فی کتاب «علی ولید الکعبة» للمحقق الأدیب الشیخ محمدعلی الأردوبادی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قراءة فی کتاب «علی ولید الکعبة» للمحقق الأدیب الشیخ محمدعلی الأردوبادی - نسخه متنی

محمد سلیمان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




المقدّمة


إنّ
فضائل علي(عليه السلام) ومناقبه وصفاته التي تميّز بها ولدت معه ورافقته حتى
استشهاده ، من ولادته في جوف الكعبة وهي أعظم بيت من بيوت الله سبحانه
وتعالى ، وكانت هذه الولادة «إيذاناً بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها»
كما يقول عباس محمود العقاد3 ، حتى استشهاده في
محراب صلاته في بيت آخر من بيوت الله في مسجد الكوفة ، وهي ولادة
ثانية له ، ولكن هذه المرّة حيث جوار الله سبحانه وتعالى
وحيث الحياة الأبدية التي فيها الخلودوحيث الأنبياء
والصديقون...

الولادة في هذه البقعة المباركة المقدّسة تعدّ أولى مناقبه(عليه السلام) التي
كرّمها الله فيها ، والتي لم تنجو من كيد أعدائه وحقدهم وحسدهم ،
فراحت جهودهم تتضافر وأقلامهم المأجورة تنشط لتكيد كيدها لهذه الفضيلة ،
وبما أنّهم لا يستطيعون نكرانها بالمرّة لشهرتها وتواترها . .
اختلقوا ولادة أخرى; ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، ليصلوا من خلال ذلك
إلى أنّ ولادة عليّ لا تعدّ منقبةً يفخر بها أحبّاؤه وأولياؤه ، وهي
ليست كرامة له ، فقد ولد غيره داخل الكعبة ، فلماذا لا نعدّها
كرامة أيضاً؟ وعلى فرض أنّها كرامة له فلم يتفرّد بها; لأنّ حكيماً ولد هو
الآخر في الكعبة ، وبالتالي توهين هذه
المنقبة .

وحكيم
هذا هو ابن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مُرّة4 ، فهو ابن
أخ لخديجة بنت خويلد (أمّ المؤمنين رضوان الله عليها) ويلتقي بمصعب بن ثابت
بن عبدالله بن الزبير المتوفى سنة ست وثلاثين ومئتين الذي كان من رواة ولادته
في الكعبة إلاّ أنّه تفرّد بإضافة منه (ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة
أحد) لمآرب في نفسه ، يلتقي به في جدّهم خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
قصي بن كلاب بن مرّة .

علماً
بأنّ هذه الإضافة لم أجدها عند غيره ممّن رووا ولادة حكيم في الكعبة وكلّهم
كانوا في القرن الثالث للهجرة ، فهي رواية ولدت متأخّرة جدّاً ومقطوعة
الإسناد وتعاني من ضعف رواتها وشذوذها . .

ولم
تكن ولادة حكيم معروفة قبل هذه الرواية بل لم تذكر أبداً في المصادر
التأريخية ولا الروائية ، كما أنّ حكيماً نفسه لم يذكر أنّ ولادته كانت
في الكعبة ، لا في جاهليته ولا في إسلامه ، وهو شرف عظيم كانوا
يفتخرون به في الجاهلية ويتمنّونه ، فكيف سكت حزام عن ذكر ذلك ولم يشر
إليه ولو إشارة بسيطة؟ ولم يكن صاحب مناقب كثيرة حتّى يترك ذكرها كما لم يكن
زاهداً فمنعه زهده عن ذكرها . كما لم يذكرها من حوله وهو من وجهاء قريش
في الجاهلية والإسلام ومن علمائها بالنسب ، كما كان جواداً
كريماً ، وهو بالتالي ليس نكرة حتى يُنسى خبر ولادته في بقعة
مباركة . . وكان إذا سئل عن ولادته فلم يزد في إجابته عن :
ولدتُ قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة . . وذلك قبل مولد رسول
الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بخمس سنين5 .

وكان
إسلامه يوم الفتح وقيل يوم أحُد ، وكان من المؤلفة ، أعطاه
النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)من غنائم حنين مائة بعير . عاش مئة
وعشرين سنة; ستّين في الجاهلية وستّين في الإسلام ، وتوفي في المدينة
سنة أربع وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين6 .

/ 22