مع السيّد الحميري
وقد
أوشك هذا الفصل على نهايته ، ارتأى الشيخ أن يقتطع شيئاً ممّا نظمه
السيّد الحميري (ت 179) فيما يخصّ ولادة الإمام(عليه السلام) في
الكعبة ولدته في حرم الإله
وأمنه والبيت
حيث فناؤه والمسجدُ
بيضاء طاهرة الثياب
كريمة طابت
وطاب وليدها والمولدُ
وله
أبيات أخرى منها طِبت كهلا
وغلاماً
ورضيعاً وجنينا
وببطن البيت
مولو داً وفي
الرمل دفينا35
وقد
أعدّ المؤلّف نظم السيّد الحميري هذا أثبت لمفاده من أسانيد متساندة .
والسبب في هذا ـ كما يقول المؤلّف ـ : هو أنّ السيّد الحميري الذي كان
يسير بشعره الركبان في القرن الثاني ، والذي راح ينافح الآخرين من أعداء
أهل بيت الوحي(عليهم السلام) وحتّى تكون حجّته قويّة لابدّ له من أن يحاججهم
لا بالواهيات ولا بما لا يعرفه الناس أو لا يعترفون
به .
وممّا
نظمه كلّ من السرخسي ولدته منجبة وكان
ولادها في جوف
الكعبة أفضل الأكنان
والشفهيني أم هل ترى في العالمين
بأسرهم بشراً
سواه ببيت مكّة يولدُ؟
ويختم
هذا الفصل بقول ثقة الإسلام النوري : إنّ هذه الفضيلة الباهرة جاءت في
أخبار غير محصورة ، ومنصوص بها في كلمات العلماء وفي ضمن الخطب
والأشعار . . .» .
وهنا
يقول المؤلّف : ومهما حملنا قوله إنّها : «جاءت في أخبار غير
محصورة» على المبالغة ، فإن أقل مراتبه أن تكون
متواترة . .