قراءة فی کتاب «علی ولید الکعبة» للمحقق الأدیب الشیخ محمدعلی الأردوبادی

محمد سلیمان

نسخه متنی -صفحه : 22/ 20
نمايش فراداده

وقفة المؤلف مع الكازروني

قال أحمد بن منصور الكازروني في (مفتاح الفتوح)

ولدت فاطمة عليّاً(عليه السلام) في الكعبة ، ونقل عنها أنّها كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعليّ في بطنها لم يمكِّنها; ولذا يقال عند ذكر اسمه : «كرّم الله وجهه ، أي كرّم الله وجهه عن أن يسجد لصنم» .

وهنا يقول الشيخ : أنا لا أحاول تصديق الرجل في كلّ ما يقول غير ما أتيت به من كلامه شاهداً لموضوع الرسالة ، فإني لا أصافقه على أنّ فاطمة كانت تسجد للصنم ، وإن كان ابنها أكبر وازع عن عبادة الأوثان ، ولو كنت أجوّز لها تلكم الاسطورة ، لما عداني اليقين بما ذكره من أمر جنينها . لكنّي أعتقد أنّ كون الإمام سلام الله عليه في بطنها حملا ، وتقدير كونها حاملا له(عليه السلام) من الله سبحانه منذ الأزل ، كان عاصماً لها عن عبادة الأصنام كبرهان الربّ (العصمة) المانع يوسف عن الزنا ، وهذا هو الذي نعتقده في آباء النبيّ والأئمّة عليهم وعليه السلام وأُمّهاتهم ، فهم مبرّؤون عمّا يصمهم في دين أو دنيا .

. . . ثمّ قال : إنا لا نقيم لهاتيك الرواية الساقطة وزناً ، وإن وافق راويها في إخراجها ابن حجر في (الصواعق) ولقد أُسرَّ ناقلها حَسواً في ارتغاء يزيد وقيعة في اُمّ الإمام كما تحامل على أبيه المقدّس فحكم بكفره لأمر دبّر بليل ، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة ، انتهى .

أما عبد الرحمن الجامي في (شواهد النبوّة)86 فقد أسند حديث ولادة الإمام علي(عليه السلام) إلى بعضهم . وإن خلط الحابل بالنابل ـ كما يقول عنه المؤلّف ـ وجاء بعثرات لا تقال حول تاريخ الولادة مخالفة للضرورة والإجماع ، إلاّ أنّ المهمّ في كلامه هو إسناد حديث الولادة .

وما قاله الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في (مدارج النبوّة) . . . وقالوا : إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة»87 .

وأمّا حديث الولادة الذي رواه يزيد بن قعنب فقد ذكره الأمير محمد صالح الكشفي الترمذي الأكبر آبادي في كتابه (المناقب) بأسانيد متكرّرة ، وقد أرسله إرسال المسلّم في كتابه المذكور ، ونقل أيضاً في كتابه هذا قول أبي داود البناكتي : «لم يحظ أحد قبل الإمام(عليه السلام) ولا بعده بشرف الولادة في البيت»88 .

وصدر الدين أحمد البردواني وهو من متأخّري علماء السنّة في (روائح المصطفى) قال : كانت ولادته(عليه السلام) في جوف الكعبة . . .»89 .

وشاه محمد حسن الجشني في كتاب (آئينه تصوف) قال : إنّه(عليه السلام) ولد في الكعبة . . . وميرزا محمد بن رستم البدخشي قال في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) : . . . ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه ، قبله ولا بعده ، وهي فضيلة خصّه الله بها» .

وأمّا العلاّمة الشيخ الشنقيطي المدرس بالأزهر في (كفاية الطالب لمناقب علي ابن أبي طالب) وهو شديد التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة كما يزعم; لأن الإمام(عليه السلام) في غنى عنها كما يرى الشنقيطي لكثرة ما ثبت في السنّة من أحاديث فضائله ، أرسله إرسال المسلّم أن من مناقبه ـ كرّم الله وجهه ـ أنّه ولد في داخل الكعبة ، ولم يعرف ذلك لأحد غيره إلاّ حكيم بن حزام رضي الله عنه .

وقد أوضحنا القول في هذه الولادة الأخيرة المزعومة في المقدّمة وفي متون هذا الكتاب فلا نعيد .