لا تخونوا الله و الرسول

صباح علی البیاتی

نسخه متنی -صفحه : 318/ 143
نمايش فراداده

بقوله ـ في نفس المطلب الذي نحن بصدده ـ : والمفهوم من كلامهم أن معنى التقية عندهم كتمان الحق أو ترك اللازم أو ارتكاب المنهي خوفاً من الناس...(1) .

فلنستعرض الان مفهوم التقية عند أهل السنة من خلال أقوال بعض علمائهم ، حتى يتبين لنا إن كانوا يخالفون مفهومها عند الشيعة : في شيء :

1 ـ قال أحمد مصطفى المراغي في تفسيره لقوله تعالى : (لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْء إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)(2) ، قال :

أي إنّ ترك موالاة المؤمنين للكافرين حتم لازم في كل حال ، إلاّ في حال الخوف من شيء تتقونه منهم ، فلكم حينئذ أن تتقوهم بقدر ما يتقى ذلك الشيء ، إذ القاعدة الشرعية أن ردّ المفاسد مقدّم على جلب المصالح ، وإذا جاز موالاتهم لاتقاء الضرر فأولى أن تجوز لمنفعة المسلمين ، وإذاً فلا مانع من أن تحالف دولة إسلامية دولة غير مسلمة لفائدة تعود إلى الاولى ، إما بدفع ضرر أو جلب منفعة ،

(1) رسالة في الردّ على الرافضة : 21 .

(2) سورة آل عمران : 28 .