نظرة عابرة الی الصحاح الستة

عبدالصمد شاکر

نسخه متنی -صفحه : 216/ 14
نمايش فراداده

(وكذلك جعلناكم أُمّة وسطا)(1).

الأولى: نقل الحديث

الثابت من الآثار انّ الصحابة أو المشهورين منهم يقلّلون نقل الحديث، بل ينهون عن تكثيره أو عن أصل نقله، واليكم ذكر هذه الآثار ممّا يحضرني عاجلاً من غير استيفاء واستقصاء.

أ ـ عن الذهبي في تذكرة الحفاظ: من مراسيل ابن ملكية (عبدالله بن عبيد الله قاضي مكّة في زمن ابن الزبير المتفق على توثيقه): انّ الصدّيق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: انّكم تحدّثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله، وحرّموا حرامه(2).

ب ـ وعن ابن عساكر، عن محمّد بن اسحاق قال: أخبرني صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق عبدالله بن حذيفة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه الاَحاديث التي افشيتم عن رسول الله في الآفاق؟

قالوا: تنهانا؟

قال: لا، اقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم! نأخذ منكم ونردّ عليكم. فما فارقوه حتّى مات.

ج ـ وعن تذكرة الحفاظ(3) عن شعبة، عن سعيد بن ابراهيم، عن

(1) البقرة: 143.

(2) تذكرة الحفاظ 1: 3.

(3) تذكرة الحفاظ 1: 7.