الحفظ والمعرفة، ثمّ وصفه بالتشـيّع، واتّهمه بالرواية في مثالب الشـيخين، ثمّ قال مخاطبـاً له وسـابّـاً إيّـاه بما لفظـه: " فأنت زنـديق معانـد للحـقّ، فلا رضيَ الله عنك ; مات ابن خِراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين بعد المائتين "!(1).
وما رأيناه قال بعضَ هذا فيمن(2) سـبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ومرق عن الدين، بل رأيناه يُسـدّد أمره، ويرفع قدره، ويدفع القدح عنه بما تمكّن، كما هو ظاهر لمن يرى يسيراً من " ميزان الاعتدال "!
وقد نقل السـيّد الأجل السـيّد محمّـد بن عقيل في كتابه العتب الجميل: 113، عن السبكي ـ تلميذ الذهبي ـ أنّه وصف شيخه الذهبي بالنصـب(3).
ونقل أيضاً عن المَـقْبِلي قوله من قصيدة [من البسـيط]:
ولنكتف بهذا القدر من ذِكر علماء الجرح والتعديل، المطعون فيهم بالنصب واتّبـاع الهوى ونحوهمـا، فالعجب ممّن يسـتمع لأقوالهم، ويُصغي لآرائهم، ويجعلهم الحجّة بينه وبين الله تعالى في ثبوت سُـنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
1- تذكرة الحفّاظ 2 / 684 ـ 685 رقم 705. 2- كان في الأصل: " ممّن " وما أثبتـناه هو الصواب لغةً. 3- العتب الجميل: 102. 4- العتب الجميل: 101، عن العلم الشامخ: 395. والبيت من قصيدة مطلعها: