دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 1 -صفحه : 486/ 30
نمايش فراداده

إنهم قالوا بوجوب نصب الإمام...

ثمّ قالوا بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مات بلا وصية! وأنكروا أن يكون هناك نصٌّ أو تعيين من اللّه ورسوله بالإمامة لأحد من بعده..

فكان وجوب نصبه من وظائف المكلّفين(1)..

والدليل العمدة على ذلك: إجماع الصحابة، حتّى جعلوا ذلك من أهمّ الواجبات واشتغلوا به عن دفن الرسول...

وإذا كان هذا هو العمدة في الأدلّة، فالأمر سهل.. ففي هذا الدليل نظر من وجوه(2)، أحدها: عدم تحقّق هذا الإجماع!

نعم، ترك أبو بكر وعمر ومن تابعهما جنازة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على الأرض، وأسرعوا إلى سقيفة بني ساعدة حيث اجتمع جمع من الأنصار للنظر في أمر الخلافة.. ثمّ أقبلوا على بني هاشم ومن بقي معهم حول الجنازة، يطالبونهم البيعة لأبي بكر!

فالّذين "جعلوا ذلك أهمّ الواجبات".. "حتّى قدّموه على دفن النبيّ" هم طائفة من الصحابة، وليس كلّهم.

هذا بناءً على أن يكون اجتماع الأنصار في السقيفة للنظر في أمر

1- راجع: تثبيت الإمامة ـ لأبي نُعيم ـ: 70 ـ 73 ح27 ـ 30، غياث الاُمم ـ للجويني ـ: 55 ـ 65، الأربعين في أُصول الدين ـ الفخر الرازي ـ: 2/255 ـ 256.

2- منها: إنّه إذا كان نصب الإمام بعد النبيّ من أهمّ الواجبات، حتّى إنّ القوم تركوا جنازته على الأرض ـ مع ما فيه من الوهن للإسلام والنبيّ ـ وراحوا يعيّنون الخليفة له والإمام بعده، فلماذا ترك النبيّ نفسه "أهمّ الواجبات" هذا، وترك الدين والمسلمين عرضة للأهواء كما يزعمون؟!