ثمّ جاء ابن كثير فأسقط جملة: " فنال منه، فغضب سعد "(1).
ورواه أحمد في المناقب باللفظ التالي: " ذُكر عليٌّ عند رجل وعنده سعد بن أبي وقّاص، فقال له سعد: أتذكر عليّـاً؟!... "(2).
ورواه النسائي في الخصائص بلفظ آخر، هو: " عن سعد، قال: كنت جالساً فتنقّصوا عليّ بن أبي طالب، فقلت: لقد سمعت رسول الله... "(3).
وأبو نعيم الأصفهاني أراح نفسه من المشكلة، فأسقط القصّة من أصلها! فلم يذكر إلاّ: " عن سعد بن أبي وقّاص، قال: قال رسول الله في عليّ ثلاث خلال... "(4).
ومن ذا الذي يشكّ في عداء عبـد الله بن الزبير لأمير المؤمنين عليه السلام؟! ومع ذلك يعدّه الفضل في الخلفاء الراشدين بزعمه! فيقول في معنى حديث الاثني عشر خليفة: " ثمّ ما ذكر من عدد اثـني عشر خليفة، فقد اختلف العلماء في معناه، فقال بعضهم: هم الخلفاء بعد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وكان اثنا عشر منهم ولاة الأمر إلى ثلاثمائة سنة، وبعدها وقعت الفتن والحوادث، فيكون المعنى أنّ أمر الدين عزيز في مدّة خلافة اثني عشر، كلّهم من قريش.
وقال بعضهم: إنّ عدد الصلحاء الخلفاء من قريش اثنا عشر، وهم:
1- البداية والنهاية 8 / 63. 2- فضائل الصحابة 2 / 797 ح 1093. 3- تهذيب خصائص الإمام عليّ (عليه السلام): 24 ح 10. 4- حلية الأولياء 4 / 356.