دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 207
نمايش فراداده

فأمّا ما ذهبوا إليه، فإنّه غير معقول لهم ولغيرهم ألبتّة، فكيف يجوز إثباته لله تعالى؟!

وهل هذا إلاّ جهل عظيم؟! لأنّ الضرورة قاضية بسبق التصوّر على التصديق.

وإذ قد تمهّدت هذه المقدّمة، فنقول: لا شكّ في أنّه تعالى متكلّم، على معنى أنّه أوجد حروفاً وأصواتاً مسموعة، قائمة بالأجسام الجمادية، كما كلّم الله موسى من الشجرة، فأوجد فيها الحروف والأصوات.

والأشاعرة خالفوا عقولهم وعقول كافّة البشر، فأثبتوا له تعـالى كلاماً لا يفهمونه هم ولا غيرهم.

وإثبات مثل هذا الشيء والمكابرة عليه ـ مع أنّه غير مُتصوَّر ألبتّة، فضلا عن أن يكون مدلولا عليه ـ معلوم البطلان ; ومع ذلك، فإنّه صادرٌ منّا أو فينا [عندهم]، ولا نعقله نحن ولا من ادّعى ثبوتـه!