دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 218
نمايش فراداده

كلامه تعـالى متعـدّد

قال المصنّـف ـ أعلى الله درجته ـ(1):

[المطلب] الثاني

في أنّ كلامه تعالى متعدّد

المعقول من الكلام ـ على ما تقدّم ـ أنّه الحروف والأصوات المسموعة، وهذه الحروف المسموعة إنّما تلتئم كلاماً مفهوماً إذا كان الانتظام على أحد الوجوه التي يحصل بها الإفهام، وذلك بأنْ يكون: خبراً، أو أمراً، أو نهياً، أو استفهاماً، أو تنبيهاً ; وهو الشامل للتمنّي، والترجّي، والتعجّب، والقَسَم، والنداء ; ولا وجود له إلاّ في هذه الجزئيات.

والّذين أثبتوا قِدَم الكلام اختلفوا، فذهب بعضهم إلى أنّ كلامه [تعالى] واحد مغاير لهذه المعاني ; وذهب آخرون: إلى تعدّده(2).

والّـذين أثـبـتوا وحـدتـه خـالفـوا جـميـع العقـلاء في إثبـات شـيء

(1) نهج الحقّ: 60 ـ 61.

(2) انظر: الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 249 ـ 251، شرح العقائد النسفية ـ للتفتازاني ـ: 110 ـ 111، شرح المواقف 8 / 91 ـ 94، شرح التجريد: 418 ـ 419.