وأمّا ما زعمه من أنّ الأخذ من أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختصّ به الإمامية ; فالحاكم فيه هو الإنصاف، كيف؟! وقد خالفه عامّة السُـنّة بكلّ ما قدروا عليه من أُصول الدين وفروعه، ونبذوه وراء ظهورهم، ورجعوا إلى من عرفوه بخلافه وانحرافه عنه وعن أبنائه الطاهرين!
وأمّا ما زعمه من أنّهم أخذوا أيضاً العقائد من الخلفاء وأكابر الصحابة ; فنحن لم نسمع لمن عناهم شـيئاً من المعارف، ولم نعلم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) شهد لأحد منهم بالعلم والاجتهاد والأمانة! ولكن روى لهم بعض أوليائهم شيئاً من ذلك كذباً على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(1)..
وإنّما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا مدينـة العِلم وعليٌّ بابُهـا "(2)،
(1) انظر مثلا: الموضوعات ـ لابن الجوزي ـ 1 / 303 ـ 335.
(2) ورد هذا الحديث الصحيح في كثير من كتب الجمهور، فانظر مثلا:
معرفـة الرجـال ـ ليحيـى بـن معيـن ـ 1 / 79 رقـم 231 و ج 2 / 242 رقم 831 و 832 وصحّحه، سنن الترمذي 5 / 596 ح 3723، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ 11 / 54 ح 11061، المستدرك على الصحيحين 3 / 137 ح 4637 وقال: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه " و ح 4638 و ص 138 ح 4639، حلية الأولياء 1 / 64، تاريخ بغداد 2 / 337 و ج 4 / 348 و ج 7 / 173 و ج 11 / 48 ـ 50، الاستيعاب 3 / 1102، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للمغازلي ـ: 115 ـ 120 ح 120 ـ 129، مصابيح السُـنّة 4 / 174 ح 4772، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 83 ح 69، تاريخ دمشق 42 / 378 ـ 384 ح 8974 ـ 8987، أُسد الغابة 3 / 597، جامع الأُصول 8 / 657 ح 6501، تذكرة الخواصّ: 52، كفاية الطالب: 220 ـ 222، الرياض النضرة 3 / 159، ذخائر العقبى: 141 ـ 142، مختصر تاريخ دمشق 18 / 16 ـ 17، البداية والنهاية 7 / 286، مشكاة المصابيح 3 / 357 ح 6096، مـجمـع الزوائـد 9 / 114، لسـان الميـزان 1 / 432 رقـم 1342، الجامـع الصـغيـر ـ للسيوطي ـ 1 / 161 ح 2704 و 2705، جامع الأحاديث ـ للسيوطي ـ 3 / 282 ح 8649، تاريخ الخلفاء: 202، كنز العمّال 11 / 600 ح 32889 و 32890 و ص 614 ح 32978 و 32979 و ج 13 / 147 ـ 148 ح 36463، إتحاف السادة المتّقين 6 / 244.
وقد صنّف الحافظ أحمد بن محمّـد بن الصدّيق الغماري الحسني كتاب " فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي " جمع فيه طرقه، وسلك فيه مسلكاً مبتكراً أثبت فيه صحّة الحديث بتسعة مسالك، وأبطل جميع الأكاذيب والادّعاءات بعدم صحّة سند الحديث ; فراجـع.