دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 70
نمايش فراداده

جائزاً عقلا إذا جعلنا قدرة الفاعل وإرادته علّة تامّة لوجود الأشياء.

هذا حاصل مذهب الأشاعرة.

فيا معشر الأذكياء! أين هذا من السفسطة؟!

وإذا عرفت هذا سهل عليك جواب كلّ ما أورده هذا الرجل في هذه المباحث من الاسـتبعادات والتشـنيعات.

وأمّـا جـواب الإمام الرازي فهو واقـع بإزاء الاسـتبعاد، فإنّهـم يسـتبعدون أنّ الحديدة المحماة الخارجة من التنّور يجوز عقلا أن لا تحرق شـيئاً.

فذكر الإمام وجه الجواز عقلا بخلق الله تعالى عقيب الخروج من التنّور برودة في تلك الحديدة ; فيكون جوابه صحيحاً.

والله أعلم بالصواب.

وأمّـا قوله: " إنّ المتنازع فيه أنّ الجسم الذي في غاية الحرارة، يلمسـه الإنسـان الصحيـح البنيـة، السليم الحـواسّ، حال شـدّة حرارته، ولا يحسّ بتلك الحرارة ; فإنّ أصحابه يجوّزون ذلك ".

فنـقول فيه: قد عرفت آنفـاً ما ذكرناه من معنى هذا التجـويز، وأنّه لا ينافي الاستحالة عادة، فهم لا يقولون: إنّ هذا ليس بمحال عادة، ولكن لا يلزم منه محالٌ عقلي ـ كاجتماع الوجود والعدم ـ، فيجوز أن تتعلّق به القدرة الشاملة الإلهية، وتمنع الحرارة عن التأثير.

ومَن أنكر هذا، فلينكر كون النار برداً وسلاماً على إبراهيم.