دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 86
نمايش فراداده

وقال الفضـل(1):

الظاهر أنّه استعمل الإدراك وأراد به الرؤية، وحاصل كلامه أنّ الأشاعرة يقولون: إنّ الرؤية معنىً يحصل في المُدرَك، ولا يتوقّف حصوله على شرط من الشرائط.

وهذا ما قدّمنا ذِكره غير مرّة، وبيّـنّا ما هو مرادهم من هذا الكلام.

ثم إنّ قوله: " وجاز عندهم بسبب ذلك إدراك المعدومات ; لأنّ من شأن الإدراك أن يتعلّق بالمُدرَك(2) على ما هو عليه في نفسه، وذلك يحصل في حال عدمه كما يحصل حال وجوده ".. استدلال باطل على معنىً(3) مخترع لـه.

فإنّ كون الرؤية معنىً يحصل في الرائي لا يوجب جواز تعلّقها بالمعدوم، بل المدّعى أنّه يتعلّق بكلّ موجود كما ذكر هو في الفصل السـابق.

وأمّـا تعلّقه بالمعدوم فليس بمذهب الأشاعرة، ولا يلزم من أقوالهم في الرؤية.

ثـمّ ما ذكره من أنّ العلم باسـتحالة رؤية الطعوم والروائح ضروريّ، مثل العلم باسـتحالة رؤية المعدوم..

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 124 ـ 125.

(2) في المصدر: بالمرئي.

(3) في المصدر: مدّعىً.