دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 3 -صفحه : 396/ 103
نمايش فراداده

وقال الفضـل(1):

الإرادة قد تقال ويراد بها: الرضا والاستحسان، ويقابلها السخط والكراهة، وقد يراد بها الصفة المرجّحة والتقدير قبل الخلق، وبهذا المعنى لا يقابلها الكراهة.

فالإرادة إذا أُريد بها الرضا والاستحسان، فلا شكّ أنّ مذهب الأشاعرة أنّ كلّ ما هو مرضيّ لله تعالى فهو مرضيّ لرسوله، وكلّ ما هو مكروه عند الله مكروه عند رسوله.

وأمّا قوله: " ذهبت الأشاعرة إلى خلاف ذلك، فإنّ النبيّ يُريد ما يكرهه الله ويكره ما يُريده; لأنّ الله يُريد من الكافر الكفر، ومن العاصي العصيان... والنبيّ أراد منهم الطاعات "..

فإنْ أراد بهذه الإرادة والكراهة الرضا والسخط، فقد بيّـنّـا أنّه لم يقع بين إرادة الله وإرادة رسوله مخالفة قطّ.

وإنْ أراد أنّ الله يقدّر الكفر للكافر والنبيّ يُريد منه الطاعة، بمعنى الرضا والاستحسان، فهذا صحيح; لأنّ الله أيضاً يستحسن منهم الطاعة ويُريدها، بمعنى يقدّرها.

والحاصل: إنّه يخلط بين المعنيين ويعترض، وكثيراً ما يفعل في هذا الكتاب أمثال هذا، والله يعلم المصلح من المفسد.

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 1 / 485 ـ 486.