القدرة متـقـدّمة [على الفعل]
قال المصنّـف ـ أعلى الله منزلته ـ(1):
في أنّ القدرة متـقدّمة
ذهبت الإمامية والمعتزلة كافّة إلى أنّ القدرة التي للعبد متقدّمة على الفعـل(2).
وقالت الأشاعرة هنا قولا غريباً عجيباً، وهو: إنّ القدرة لا توجد قبل الفعل، بل مع الفعل، غير متقدّمة عليه لا بزمان ولا بآن(3).
فلزمهم من ذلك محالات، منها: تكليف ما لا يطاق; لأنّ الكافر مكلّف بالإيمان إجماعاً منّا ومنهم.
فإنْ كان قادراً عليه حال كفره، ناقضوا مذهبهم من أنّ القدرة مع الفعل غير متقدّمة عليه.
(1) نهج الحقّ: 129.
(2) الذخيرة في علم الكلام: 88، شرح جمل العلم والعمل: 97، الاقتصاد في ما يتعلّـق بالاعتـقاد: 104، تجريد الاعتقـاد: 175، شرح الأُصول الخمسة: 390 ـ 391.
(3) اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع: 92، تمهيد الأوائل: 325، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 152، شرح المقاصد 2 / 353، شرح المواقف 6 / 88.