وحكى المصنّف في " منهاج الكرامة "، عن ابن المغازلي، عن مجاهد، عن ابن عبّـاس، قال: " سبق يوشع بن نون إلى موسى وهارون، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسـبق عليٌّ إلى محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) "(1).
ويحتمل أن يكون يوشع وحزقيل سابقَين معاً إلى موسى، وكلّ قسم من الأخبار خصّ واحداً بالذِكر لخصوصية، والإمام هو يوشع لأفضليّته بجهات أُخر.
ثمّ إنّ الرواية التي ذكرها المصنّف (رحمه الله) هنا قد نقلها بعبارتها في " منهاج الكرامة " عن أبي نعيم(2).
هـذا، وروى الزمخـشـري في تـفـسـير سـورة (يـس) عـن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " سُـبّاق الأُمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: عليُّ ابن أبي طالب، وصاحب يـس، ومؤمن آل فرعون "(3).
وهي دالّة على فضل آخر لأمير المؤمنين (عليه السلام) على غيره من الصحابة، وهو أنّه لم يكفر بالله طرفة عين، مع صغر سِـنّه ونشأته بين عبـدة الأصنام، فيكون أحقّ بالإمامة ممّن عبَـدها في كثير من عمره لقصور عقله ووفور جهله!
(1) منهاج الكرامة: 128، وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 265 ح 365، البداية والنهاية 1 / 208، تفسير ابن كثير 3 / 547.
(2) منهاج الكرامة: 128.
(3) الكشّاف 3 / 319، وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 / 313 عن جابر، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: " ثلاثة ما كفروا بالله قطّ: مؤمن آل ياسين، وعليُّ بن أبي طالب، وآسـية امرأة فرعون "، وانظر: تاريخ بغـداد 14 / 155 رقم 7468.