دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 5 -صفحه : 409/ 219
نمايش فراداده

مسـتعار الإيمان كاذبه.

ويشهد لذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الرواية: " أنت مخاصم فاعتد للخصومة ".. فإنّ الخصومة الواقعة بينه وبين قومه إنّما هي في إمامته.

ويؤيّد هذا الحديث، ويرشد إلى إرادة الامتحان في إمامته، ما نقله السيوطي في " اللآلئ المصنوعة "، عن عمر، قال:

" كُـفّوا عن عليّ! فلقد سمعت من رسول الله فيه خصالا لأنْ تكون واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبُّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس ; كنت أنا [ وأبو بكر ] وأبو عبيـدة في نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فانتهينا إلى باب أُمّ سلمة، وعليٌّ قائم على الباب، فقلنا:

أردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; فقال: يخرج إليكم ; فخرج، فثُرنا(1) إليه، فاتّـكأ على عليّ بن أبي طالب، ثمّ ضرب بيده على منكبه، ثمّ قال:

" أنت مخاصم تخصم، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيّام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسويّة، وأرفقهم بالرعيّة، وأعظمهم مزيّةً، وأنت عاضدي، وغاسلي، ودافِني، والمتقدّم إلى كلّ كريهة وشديدة، ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد تذود عن حوضي "(2).

فإنّ هذه الصفات إنّما تكون بأفضل الأُمّة وإمامها، ولكن قال ابن الجوزي: " باطل، عمله الأبزاري "(3)، ويعني به الحسن بن عبيـد الله

(1) ثارَ إليه ثَـوْراً وثُـؤوراً وثَـوَراناً: وَثَـبَ ; انظر: لسان العرب 2 / 148 مادّة " ثور ".

(2) اللآلئ المصنوعة 1 / 296 ـ 297، وانظر: كنز العمّال 13 / 116 ـ 117 ح 36378.

(3) اللآلئ المصنوعة 1 / 297، الموضوعات 1 / 344.