وأقـول:
نقل الزمخشري والرازي في نزول الآية أقوالا، ولم يذكرا ما ذكره الفضل، فضلا عن أن يكون مجمَعاً عليه(1).
وأمّا " الفتنة " في الآية، فالمراد بها: الامتحان، كما في " الكشّاف "(2)، أو الابتلاء، كما في " تفسير الرازي "(3)، والمقصود بهما واحـد.
لكن ادّعى الزمخشري أنّ الممتحَنَ به هو شدائدُ التكليف، والفقرُ والقحطُ، وأنواعُ المصائب بالنفس والأموال، ومصابرةُ الكفّار على أذاهم وكيـدهم(4).
وخصّ الرازي الابتلاء بالفرائض البدنيّـة والماليّـة(5).
وكيف كان! فلم يدّع أحد قدحاً في ما به الفتنة، كما زعم الفضل.
وبالجملة: الرواية دالّة على أنّ المقصود بالآية أنّ عليّـاً (عليه السلام) محنةٌ للمؤمنين، يُميّز به ثابت الإيمان من غيره، وصادقه من كاذبه.
فمن ثبت على الإيمان بإمامته كان مؤمناً حقّاً، ومن زال عنه كان
(1) تفسير الفخر الرازي 25 / 28 ـ 29، الكشّاف 3 / 196 ; وانظر: تفسير البغوي 3 / 395، تفسـير القرطبي 13 / 215، زاد المسـير 6 / 126، روح المعـاني 20 / 200.
(2) الكشّاف 3 / 195.
(3) تفسير الفخر الرازي 25 / 29.
(4) الكشّاف 3 / 195.
(5) تفسير الفخر الرازي 25 / 29.