وأقـول:
قال ابن حجر في " الصواعق "(1): أخرج أبو الحسن المغازلي، عن الباقـر (عليه السلام)، أنّه قال في هذه الآية: " نحن الناس والله "(2).
ونحوه في " ينابيـع المودّة "(3).
وزاد روايةً أُخرى عن ابن المغازلي، عن ابن عبّـاس، قال: " هذه الآية في النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عليّ (عليه السلام) "(4).
ووجه الدلالة على المطلوب ظاهر ; فإنّ المراد بـ: (ما آتاهم الله من فضله) هو العلم والهدى والفهم والحكمة، ونحوها من الصفات والفضائل التي هي شأنّ محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ (عليه السلام)، لا أُمور الدنيا الدنـيّـة.
ومن المعلوم: أنّ إيتاء هذا الفضل لعليّ (عليه السلام) الذي حسده الناس عليه يسـتدعي الأفضليّة والإمامة، وإلاّ لَما حسدوه عليه.
كما أنّ مشاركته (عليه السلام) للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفضل ـ على الرواية الثانية ـ، دليلٌ على أنّ فضله من نوع فضل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكون الأفضلَ والأحقَّ بخلافـته.
(1) في الآية السادسة من الآيات الواردة في أهل البيت، وهي هذه الآية. منـه (قدس سره).
(2) الصواعق المحرقة: 233 ; وانظر: مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 234 ح 314.
(3) في الباب 39 [ 1 / 362 ح 30 ]. منـه (قدس سره).
وانظر: ينابيع المودّة 2 / 369 ح 52.
(4) ينابيع المودّة 1 / 362 ح 29.