وأقـول:
إنّما نسـبه المصنّف (رحمه الله) إلى رواية الجمهور، لا إلى تفسيرهم حتّى ينفيه المعتـرض.
وقد ذكر المصنّف راويه في " منهاج الكرامة "، وهو الديلمي في الفـردوس(1)، وهو ممّن أقرّ له ابن تيميّة بالعلم والدين، ولم ينكر وجود الحديث في كتابه، وإنّما ناقش بأُمور أُخر، منها المطالبة بصحّة الحديث(2)، وقد مرّ جوابه مراراً(3).
ومنها ما ستعرف جوابه في طيّ الكلام الآتي.
وينبغي قبل بيان المطلوب التعرّض للخلاف في أمر الذَرّ، فنقول:
ذهب الأشاعرة إلى وجوده وإخراجه من ظهر آدم (عليه السلام) وأخذ الميثاق عليـه(4).
وأنكره الإماميّـة والمعتـزلة(5).
واستدلّ الأشاعرة برواية مسلم [ بن يسار الجهني ]، أنّ عمر سُئل عن هذه الآية، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سُئل عنها، فقال: " إنّ الله
(1) منهاج الكرامة: 146، وانظر: فردوس الأخبار 2 / 197 ح 5104.
(2) منهاج السُـنّة 7 / 289.
(3) انظر: ج 1 / 25 من هذا الكتاب.
(4) الإبانة عن أُصول الديانة: 159 رقم 255، تفسير الفخر الرازي 15 / 55، تفسير القرطبي 7 / 200 ـ 202.
(5) انظر: التبيان 5 / 28، جوامع الجامع 1 / 719، مجمع البيان 4 / 358 ـ 359، الكـشّاف 2 / 129، تفسير الفخر الرازي 15 / 50 و 51 الحجّة الأُولى.