دلائل الصدق لنهج الحق جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
لأنّ من كان حبّه إيماناً، وبغضه نفاقاً وكفراً، لا بُـدّ أن يكون متّصفاً بأصل من أُصول الدين الذي يشترط في الإيمان الإقرارُ به، إذ ليس المدار في الإيمان والنفاق على ذات الحبّ والبغض، بل على ما يلزمهما عادة من الإقرار بخلافته المنصوصة وإنكارها، فإنّ من أبغضه أنكر إمامته عادة، فيكون بإظهار الإيمان منافقاً، ومن أحبّه قال بإمامته، إذ لا داعي له لإنكارها بعد اتّضاح ثبوتها بالكتاب والسُـنّة.
ولا ينافي المدّعى ما رواه القوم من أنّ حبّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق(1)، فإنّه لو صحّ كان مفاده أنّ حبَّـهم وبغضَـهم إيمانٌ ونفاقٌ لنصرتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; لأنّ الأنصار وصفٌ، وتعليق الحكم بالوصف مشعر بالحيثيـة..
وهـذا بخلاف تعليق الحكم بعليّ (عليه السلام)، فإنّه ليس لوصف النصرة، بل لذاته الشريفة، ويلزمه أنّ المنشأ هو الإمامة لا النصرة، وإلاّ لعاد الأمر إلى الإيمان بالنبيّ وعدمه، ولم يكن لعليّ دخل، وهو خلاف ظاهر الحـديث.