وقال الفضـل(1):
ما ذكر أنّ المراد بـ (عمَّ): عليٌّ، فلا يصحّ بحسب المعنى والتركيب، ويكون هكذا: " عليٌّ يتساءلون، عن النبأ العظيم "، وأنت تعلم أن هذا تركيب فاسد.
وأمّا ما ذُكر من السؤال في القبر عن ولاية عليّ، فلم يثبت هذا في الكتاب ولا السُـنّـة، ولو كان من المسؤولات في القبر، لكان ينبغي أن يُعْلِمَنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتواتر واشتهر كما اشتهر باقي أركان الإسلام.
وأمّا ما نقل عن ابن مسعود، أنّه وقعت الخلافة من الله لثلاثة: آدم، وداود، وعليّ ; فآدم وداود قد صرّح باسمهما في الخلافة في القرآن.
وأمّا أن يكون المراد من قوله: (ليستخلفنّهم) عليٌّ(2) فحسب، فغير ظاهر، ولا خبر صحيح يدلّ على هذا، بل الظاهر يشمل الخلفاء الأربع وملوك العرب في الإسلام..
فإنّ ظاهر الآية: أنّ الله وعد المؤمنين بأن يجعلهم خلفاء الأرض، وينزع الملك من كسرى وقيصر ويؤتيه المؤمنين، وهذا مضمون الآية، وما فسّره في الآية فكلّه من باب التفسـير بالرأي.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 485.
(2) كذا في جميع النسخ، والصواب لغةً: عليّـاً.