وأقـول:
هذا أيضاً ممّا حكاه في " كشف الغمّة " عن ابن مردويه(1).
ثمّ إنّه لا مانع من اختيار الشقّ الأوّل ; فإنّ سلمان كان مؤمناً بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة، مُـتطلّباً لمعرفة مبعث النبيّ قبل رؤياه كما هو مذكور في خبر إسلامه(2).
وقال ابن حجر في " الإصابة " بترجمة سلمان: " كان قد سمع بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سـيُبعث، فخرج في طلب ذلك فأُسِر، وبِـيع بالمدينة، فاشـتغل بالرقّ "(3).
وقال السيوطي في " لباب النقول "، عند قوله تعالى من سورة الزمر: (والّذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها)(4): " أخرج ابن أبي حاتم، عن زيد بن أسلم، أنّ هذه الآية نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهليّة يقولون: " لا إله إلاّ الله " ; زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي "(5).
(1) كشف الغمّـة 1 / 320.
(2) انظر: الاستيعاب 2 / 634 ـ 638 رقم 1014، حلية الأولياء 1 / 185 ـ 208 رقم 34، تاريخ بغداد 1 / 163 ـ 173 رقم 12، سير أعلام النبلاء 1 / 505 ـ 557 رقم 91، الإصابة 3 / 141 ـ 142 رقم 3359.
(3) الإصابة 3 / 141 رقم 3359.
(4) سورة الزمر 39: 17.
(5) لباب النقول: 184 ـ 185.