وأقـول:
ينبغي أوّلا ذِكر بعض الأخبار الواردة من طرق القوم في نزول هذه الآية الكريمة، تيمّـناً بذِكر فضله (عليه السلام).
روى الحاكم في " المستدرك "(1)، في تفسير سورة المجادلة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: إنّ في كتاب الله آية ما عمل بها أحد (قبلي)(2)، ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى: (يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة...)(3) الآية.
قال: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكنت كلّما ناجيت النبيّ قدّمت بين يدي نجواي درهماً، ثمّ نُسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت: (أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات...)(4) الآيـة.
ثمّ قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخـرّجاه ".
ولم يتعقّبه الذهبي بشيء.
ونقله السيوطي في " الدرّ المنثور " عن الحاكم أيضاً، وعن سعيد بن منصور، وابن راهويه، وابن أبي شيبة، وعبـد بن حميد، وابن المنذر،
(1) ص 482 من الجزء الثاني [ 2 / 524 ح 3794 ]. منـه (قدس سره).
(2) لم ترد في المصدر.
(3) سورة المجادلة 58: 12.
(4) سورة المجادلة 58: 13.