وأقـول:
نعم، قاله بعض مفسّريهم برأيه، وذكر بعضهم قريباً منه(1).
ولعلّه أيضاً مذكور في ما حكاه المصنّف (رحمه الله) عن الحسن، وإنْ خَلا عنه ما نقله في " كشف الغمّة " عن ابن مردويه عن الحسـن(2).
لكن لعلمِ المصنّـف (رحمه الله) بخطـئه في حـقّ الخلفاء الثلاثة ترك ذِكره، لا سـيّما مع عدم مناسبته للترتيب والعطف بالفاء بالآية ; لأنّ الإسلام لم يكن اسـتغلاظه بأيّام عثمان، بل قبله، خصوصاً في أيّام عمر، فلو قال: فاستغلظ: في أيّام عمر، فآزره: عثمان ; كان له وجه، لكنّه لا يناسب ترتيب الآية والعطف بالفاء.
كما أنّ الإسلام قد استوى بسيف عليّ في أيّام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذا الاسـتغلاظ وغيره.
وبالجملـة: ما ذكره الحسـن وغيره، من اسـتواء الإسلام بسـيف عليّ (عليه السلام)، حجّةٌ عليهم بإقرارهم، كما هو ضروريٌّ، وهو دالٌّ على كبير جهاد أمير المؤمنين دون غيره.
ومَن كثرَ جهادُه، وفاقَ غيرَه، حتّى استوى الإسلام بسيفه، كان
(1) راجع الصفحة السابقة هـ 2، وانظر: روح المعاني 26 / 194 وقال بعد إيراده جملة من هذه الأخبار: " وكلّ هذه الأخبار لم تصحّ في ما أرى، ولا ينبغي تخريج ما في الآية عليها ".
(2) كشف الغمّـة 1 / 316.