وقال الفضـل(1):
ذكر بعض المفسّرين في شأن نزول السورة ما ذكره، ولكن أنكر على هذه الرواية كثير من المحدّثين وأهل التفسير، وتكلّموا في أنّه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصدقة إلى هذا الحدّ، ويجوّع نفسه وأهله حتّى يشرف على الهلاك(2)، وقد قال الله تعالى: (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفـو)(3)؟!
والعفو: ما كان فاضلا من نفقة العيال(4)، وقال رسول الله: " خير الصدقة ما كان صِـنواً عَـفواً "(5)..
وإن صحّ، الرواية لا تدلّ على النصّ كما علمتـه.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 170.
(2) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 185.
(3) سورة البقرة 2: 219.
(4) الصحاح 6 / 2432 مادّة " عفا "، تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس: 38 وقال: " ثمّ نسخ ذلك بآية الزكاة "، وانظر: زاد المسير 1 / 205.
(5) لم نعثر عليه بهذا اللفظ، وورد " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً " ; انظر: تفسير القرطبي 3 / 42، كنز العمّال 6 / 396 ح 16231.