وأقـول:
قال ابن حجر في " الصواعق "، في الفصل الأخير من الباب التاسع:
سُئل أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وهو على المنبر بالكوفة ـ عن قوله تعالى: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا)(1).
قال: " اللّهمّ غفراً! هذه الآية نزلت فيَّ، وفي عمّي حمزة، وفي ابن عمّي عبيـدة بن الحارث(2)، فأمّا عبيـدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها، يُخضّب هذه من هذا ; وأشار بيـده إلى لحيته ورأسـه "(3).
ونحوه في " ينابيع المودّة "، عن أبي نعيم، عن ابن عبّـاس وإمامنا
(1) سورة الأحزاب 33: 23.
(2) هو: عبيـدة بن الحارث بن [ عبـد ] المطّلب بن عبـد مناف، ابن عمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان من السابقين الأوّلين في الإسلام، وهو أسنّ من الرسول بعشرة سنوات، وهو أوّل من عقد له الرسول لواءً في الإسلام.
هاجر إلى المدينة، وكان ذا قدر ومنزلة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أحد الثلاثة المبارزين يوم بدر، هو والإمام عليّ (عليه السلام) وسـيّد الشهداء حمزة رضوان الله عليه، حين دعاهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لمبارزة ثلاثة من المشركين، فبارز حمزةُ شيبةَ بن ربيعة ابن عبـد شمس، وبارز عليٌّ (عليه السلام) الوليدَ بن عتبة بن ربيعة، وبارز عبيـدةُ عتبةَ بن ربيعة وقطعت رجله فيها، وتوفّي بالصفراء في ناحية المدينة قرب بدر وهو ابن ثلاث وسـتّين.
انظر: الاستيعاب 3 / 1020 رقم 1748، أُسد الغابة 3 / 449 رقم 3528، سير أعلام النبلاء 1 / 256 رقم 45، البداية والنهاية 3 / 184.
(3) الصواعق المحرقة: 207.