الحافظ المذكور هو من علماء القوم، والتفاسير الاثنا عشر من أشهر تفاسير قدمائهم كما سـيذكرها المصنّـف (رحمه الله) في " مطاعن الصحابة ".
فإنكار الفضل لكونه من روايات تفاسيرهم إنكار بارد، وظنّي أنّه لم يرَ كتاب الحافظ المذكور، وأنكر رجماً بالغيب.
ويعضد هذه الرواية ما نقله في " ينابيع المودّة "(1)، عن تفسير الثعلبي(2)، عن جابر بن عبـد الله، قال: قال عليٌّ (عليه السلام): نحن أهل الذِكر.
و " الذِكر " في القرآن قد أُطلق على معنيين مناسبين للمقام، نبّه عليهما إمامنا الصادق (عليه السلام) وقال: " نحن أهل الذِكر بكلا المعنـيَـين:
أحدهما: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال تعالى في سورة الطلاق: (قد أنزل الله إليكم ذِكراً * رسولا يتلو عليكُم آياتِ الله)(3).
وثانيهما: القرآن، وهو في الكتاب العزيز كثير، كقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذِكر لتبيّن للناس ما نُـزِّل إليهم)(4).
وقوله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذِكر وإنّا له لحافظون)(5) "(6).
(1) في الباب التاسع والثلاثين [ 1 / 357 ح 12 ]. منـه (قدس سره).
(2) انظر: تفسير الثعلبي 6 / 270.
(3) سورة الطلاق 65: 10 و 11.
(4) سورة النحل 16: 44.
(5) سورة الحجر 15: 9.
(6) انظر: مجمع البيان 6 / 150 و 151 و ج 10 / 43.