ومن الواضح أنّ أهلَ البيت: أهلُ الذِكر، بكلا المعنيين، كما سبق عن إمامنا (عليه السلام) ; لأنّهم أهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأهل القرآن ; لأنّ علم القرآن عندهم، وهما الثقلان اللذان لا يفترقان. والأظهر إرادة المعنى الثاني في قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذِكر)، ولا ينافي إرادة الأوّل دخول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل الذِكر على الرواية التي نقلها المصنّف (رحمه الله) ; لصحّة إطلاق أهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما يشمله تغليباً(1). وعلى كِلا المعنيين، فأَمْرُ اللهِ سبحانه بسؤالهم، دليلٌ على أنّ لهم العلم الوافر، والامتياز والفضل على الناس، فتكون الإمامة فيهم، مع أنّ قوله في الحديث: " والله، ما سُمّي المؤمن مؤمناً إلاّ كرامة لأمير المؤمنين "، قد تضمّن من بيان الفضل على غيره ما لا يوازيه بـيان. وقريب منه قوله: " هم أهل الذِكر، والعلم، والعقل، والبيان... " إلى آخـره. (1) انظر: الكافي 1 / 327 ح 761.