مروياتهم: لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللّهم صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد(1).
والأمر ـ أمر الصلاة على محمّد وآل محمّد ـ تجاوز حدود الأمر القولي إلى العبادة العملية في الصلاة، فأصبحت الصلاة عند العامة لا تصحّ! بينما أهل البيت يصحّ عندهم أن يكتفوا بالصلاة بقولهم: اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد.
عند العامّة ـ وتلك معجزة عجيبة وإشارة دقيقة ونقطة عميقة ـ لا يصح أن تختتم الصلاة إلاّ بالصيغة التي أجمعت عليها مذاهب العامة الأربعة: " اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ".
تذكرت الصيغة وقلت: هلاّ سألنا القرآن بماذا اختص الله به آل ابراهيم حتى يكون من شأن آل محمّد قطعاً؟ بدليل المناسبة التي دعت للصلاة بين آل محمّد وآل إبراهيم، الذي جعله الله لآل إبراهيم في كتابه، ونطق الوحي بآيات سورة النساء تقدّم بهذا التقديم المذهل: (أَمْ يَحسُدونَ النَّاسَ عَلى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إبرَاهيمَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَآتَيناهُمْ مُلكَاً عَظيماً * فَمِنهُمْ
1 - خصائص الوحي المبين للحصني الدمشقي: 207، فضل آل البيت للمقريزي: 43، وانظر: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 1 / 37 و 2 / 434.